[ إظهار ] المحتوى
عن الأدب وأجناسه
التصنيفات الحديثة اختلفت في أغلب الأحيان فوجد مصنِّفين أخذوا بتصنيف بعض الأجناس وغيرهم لم يأخذوا بتصنيفها ..
والسؤال هنا .. كيف يمكننا معرفة التصنيف الأصح والأوجب ؟
نحن نعلم أنّ الأدب حاجة وتطوَّر حسب متطوّرات العصر بما يلزم، ومنه لدينا أجناس أدبيّة لزمت حاجتها في خدمة الأدب فأثبتت نفسها وأهميَّتها واستقلاليَّتها. وعلى هذا الأساس سننصنِّف الأجناس الأدبية وعلى أنَّها طريقة التفصيل في الأدب لحفظه.
الأدب يقسم إلى قسمين :
١. الشعر وفنونه ٢. النثر وأجناسه
ومنه اصطلحنا الفنون الشعريّة والأجناس الأدبية.
ما هو الشعر ؟ وما هو النثر ؟
عرَّف للخليل بن أحمد الفراهيدي الشّعر على أنَّه الكلام الموزون المقفّى الذي كُتِب بقصد.
وهذا لا يفي تعريف الشِّعر بل هو فعليَّاً تعريف النظم والنظم شرطٌ لازمٌ غير كافٍ للشِّعر، فالنظم ليس شعراً ما لم تتوفَّر فيه عوامل أخرى نتكلَّم عنها لاحقاً.
أمَّا النثر فهو كلُّ كلامٍ فصيح لم يبنَ فيه نظم.
تنويه : يمكن أن نرى في النثر مقاطع موزونة عفو الخاطر لكنَّها ليست شعراً ولا يمكننا تسمِّيتها بالشعر والسبب أنَّها لم تكتب بقصد الشِّعر.
ومن هنا انقسم الأدباء إلى قسمين؛ فأمَّا الشعراء وأنصارهم زعموا أنَّ الشعر خير من النثر لأنّ الشعر يكلِّف صاحبه بالوزن والقافية ورأوا أنَّه أفضل من النثر لأنَّه ديوان العرب وفيه قُيِّدت مفاخرهم وإليه يرجع الفضل في تخليد ما لهم من فضائل قديمة ولأنَّه أيضاً مصدر اللَّذة الغنائية والموسيقية معاً. وأنصار النثر قالوا : لا ننكر ما للشعر من فضل لكن نرى أنَّ النثر أفضل من الشعر لأنَّه يفي بضروريَّات الحياة وهو لغة السياسة ولغة الدين ولغة العلم وأضافوا إلى ذلك أنَّ الشاعر ينشد واقفاً بينما الناثر يستطيع أن يتكلَّم واقفاً أو جالساً.
خلاصة هذا الكلام أنَّ الشعر والنثر مهمَّان ولا يمكننا الاستغناء عن أحدهما فلكلٍّ منهما أهميَّته وموقعه في الحياة، الشعر يخدم الفنّ أكثر من النثر لكنَّ النثر يخدم متطلَّبات الحياة أكثر من الشعر، وإذا تدارسناهما من حيث الحاجات فكلاهما حاجة والنثر أولى، وإذا تدارسناهما من حيث الفنّ فكلاهما يحوي فنَّاً والشعر أولى.
وبسبب اختلاف الحاجات صنِّفت الأجناس الأدبية ومنها :
١. القصة :
فنّ أدبيّ يعبّر عن مجموعة من الأحداث في أسلوب محكم وفي هذا القالب تندرج القصة القصيرة والرواية.
٢. المسرحيّة :
فنّ أدبيّ يروي قصّة معيّنة، تقسم إلى مشاهد وتقوم على حوار يلقيه ممثّلون أمام جمهور ضمن إطار فنّيّ معيّن ( ويمكن أن تكون شعراً أو نثراً ).
٣. المقالة :
نصّ نثريّ متوسط الطول، يعالج فيه الكاتب موضوعاً محدّداً، يعرض فيه المعاني والفكر المتّصلة به.
٤. الخطابة :
كلام يخاطب به جمهور من الناس في موضوع له صلة بحياتهم أو مجتمعهم، يرمي إلى إقناعهم به أو تبليغهم إياه، وتتنوّع أساليبها وتتعدّد أنواعها ( الدينيّة، السياسيّة، الاجتماعيّة ).
٥. المقامة :
قصّة قصيرة مسجوعة، تدور حول بطل تُروى أخباره روايةً، والمقامة ميدانٌ لعرض النكتة وإظهار المقدرة اللّغويّة والأدبية.
٦. السّيرة :
فنّ أدبيّ يتضمّن ذكر المعلومات الأساسيّة والأحداث والمراحل المهمّة في حياة شخصيّة موثّقة بتواريخها وذكر الأعمال الّتي شاركت بها.
٧. النثر الفنّي :
نص نثريّ يُكتَب بأغراض الشعر، وكتب هذا اللّون الذين لم يستطيعوا أن يكتبوا في الشعر للتّعبير عن أنفسهم أو لخدمة تلك الاغراض في حينها وموقعها .
ونذكر من الفنون الشعريّة الموشّحات والمطربات والمرقصات والأراجيز والخمريات والرباعيّات والمعارضات والنقائض والطرديّات التي قام أغلبها على نظام القصيدة العمودية إلى جانب شعر التفعيلة الذي ظهر في العصر الحديث كلون جديد في الشعر يختلف عن نظام القصيدة العمودية.
شهد ريحاوي
شهد ريحاوي