[ إظهار ] المحتوى
حياة مشقات
ونأخذ أجزاءً من قصائدهم الطوال
حيث يقول محمد الدالي :
وقال فيها أيضاً أحمد زياد غنايمي
أما محمد كاظم صيادي فقال:
هي قصيدة للشاعر الياس فرحات 1893/1976 وقد عاش معظم حياته في البرازيل ولا بد أنه قد عاش "حياة مشقات" فكتبها لنا قصيدة عذبة تناهز الخمسين بيتاً يصف فيها حياته وحظه حيث يقول:
فـلا تـسـألــوا عــنـي وحـظـي فـإننا
لأمثال أهل الشرق والغرب مضرب
أغـرب خـلـف الـرزق وهـو مشرق
وأقـسـم لـو شـرقـت راح يـغــــرب
حـيــاة مـشـقـات ولـكـن لـبـعـدهـــا
عـن الـذل تـصـفــو للأبـي وتـعذب
وقد رأى بعض شعراء اليمامة تفسهم في ما يقول نوعاً ما فهبوا معارضين تلك القصيدة معبرين عن حياتهم المتفردة بما فيها من
أداعـبُ
بالأنـقـاضِ حـظـي وأعـجبُ
على من تراهُ
اليومَ في العيشِ يَطْلبُ
وأسـأل عــن بـــيــاعِ
حــظٍّ فـإنـنــي
لـشـارٍ وإن كـان
المـبـيـع لـمـتـعــبُ
وسـادسـةٌ تـأتـي
وعـشـرٌ قـطـعـتـها
ومـازلــت مـن ذلِّ
الـحـيـاة مُـرَكَّبُ
وأبـحـثُ عـن عـيشٍ
كـريـمٍ فـعيشنا
ربـاربُ قـومٍ
عـيـشــهــا مُـتَقَـلِّــــبُ
وأنـفـع نـفسـاً والـنـفـوسُ نـقـائـضٌ
فـوائــدُ قـومٍ عـنــد
قـومٍ مـصــائِـبُ
لـئـن كـان طـيـر
الشاعرينَ غرابهم
فإني لـسـؤلِ
الـضـاريـاتِ مُــقَــرَّبُ
********
********
وطـائــرةٍ بـالـجـوِّ
طـارتْ ركـبتُـهَا
جـنـاحتانِ جـرَّتْ
والجحيمُ مُرَحِّـبُ
وجُـلـتُ لـسـعـيٍ
أهـتــدي بـطـريقه
تـذكَّـرتُ رحـلي
والأناسُ عصائِبُ
رأيـتُ بـجـيـبـي
كـلُّ فـلسٍ مُسوِّفٍ
وبـالآهِ نـاري
والـخـلائـقُ تَضْرُبُ
لـيـالٍ نـعـيشُ لا
نـذيعُ بـجـرحـهـا
ونـشـربُ مـوتا نـكـتـفـي ونُسَيِّبُ
فـنـمـسي ونضحي
والوساد مُؤَقَّتٌ
يصـحِّي وجـمـر
الـعين نارٌ فيَلْهَبُ
وعـمرُ الـفـتـى مثل
الجبالِ صلابةً
وعـمـري أنـا فـي
ضـعفهِ مُتَذَبْذِبُ
وقـد يـعـشـق الـمـرء
التي قد تَرُدُّه
الـحـبِّ حـتـى قـد يـمـوتُ وَيَذْهَبُ
وكـنـتُ عـنيفاً حين هامت بخافقي
ولـسـت عـنـيتفاً في
المليحةِ مُعْجبُ
ومَا أنـت إلا فـي
الـعـجـائـز سـيِّداً
بلغتَ عجيبَ
الأمرِ والحالُ أقْربُ
وشـوقـي لـحـبٍّ قتد
أُمِيتَ بلحظةٍ
وكـلُّ حـبـيـبٍ فـي
الشقاءِ مُعَرَّبُ
*********
*********
وفي العيشِ أرضى
بالهوان إذا أتت
مـصـالـحُ تُـهـدى
مِـن أنـاسٍ فُأًقْلَبُ
وأسـمـع للأنـذالِ
راضٍ بـنـصـحهم
كـأنـي خـلـيـلٌ
لـلـسـفـيـهِ مُـــقَــرَّبُ
فـعـدتُ لأدراجِ الـربـوعِ لـموطني
رأيـت خـرابـاً
والـصـديـقُ مُخَرَّبُ
وبـالـذلِّ تُـشـرى أو تباعُ بِـدرهــمٍ
وظـلـم فـقـيـر قـد
يـعـزُّ ويـعــــذُبُ
نـعم جُـنَّ عـمري
تـحت بئرٍ مُعُمَّقٍ
مـن الـهمِّ
مـمـروشاً وبالداءِ أَشْرَبُ
رويـتُ بـهِ قـلبي الكئيبَ ممازحاً
فـمـات بـنـقـعٍ
والـحـبـيـبــةُ تَـلْعَبُ
حــيـاةٌ مـشـقَّـاتٌ آخـيـراً تـقـولها
فـمـا عـادَ مـرءٌ
لـلـمـسـرَّةِ يُنْـسَبُ
تـعـبـتُ بـعـمـري
والـفؤادُ مُمَزَّقٌ
وكـلُّ حـروفـي
بـالـقصيدةِ تَتْعَبُ
سـتـبـدي لـك الأيـامُ مـا الـدهرُ يكتبُ
وتــأتــي لـكَ الأوهــامُ والـوهمُ أنسبُ
فـإن تـسـألِ الأيــامَ بـوحـاً إلـــى غــدٍ
وجـدتَ الـمـواضـي بـانتظاركَ ترقبُ
لـكـلِّ امـرئٍ بـلوى على ما قد اشتهى
وقـدرُ الـبـلاوى مـن مـرادكَ يـحسبُ
ومـهـمــا بـدا ثـقـلُ الـرزيـةِ مـهـمـلاً
إذا وقـعـتْ فـي مَـن حـواها ستـتعبُ
***
وحـظـي تـقــيٌّ إن دنـا راح مـقـسماً
بـأنـي سـأنـفـي مـا تـرومُ وتـطـلــبُ
فألقى السجايا عكسَ ما كـنـتُ أبتغي
ويـرغـبُ أشـيـاءً ومـا كـنتُ أرغبُ
فلو كان همّي همَّ إبليسَ فـي الورى
لـمـا عـاد شـخصٌ فـي البريّةِ يذنبُ
***
وركـبٍ إلـى الـعـليـا أبـى أن يجرَّه
(حـصـنـان مـحـمـرٌ هزيل وأشهبُ)
حـصـنـان شُدّتْ بالأماني نحورُها
يجرّان رحلَ القلبِ والقلبُ مركبُ
فـتـلقى حصاناً في الطريقِ مشرّقاً
وآخـرَ يـعـدو فـي هـواهُ يـغــــربُ
***
وأيُّ فــؤادٍ فـي الـهـوى ليـسَ مــتـعـبـاً
وأيُّ هـوى لـلـقـلــبِ لا بدّ يـــتــعــــبُ
وأي صـديـقٍ مـن ذئـابٍ قـد اهــتــدى
فإن الــلــيـــالـــي مـــنــه لا بــدَّ
أذأبُ
وكـلُّ هـمـومٍ قـد ذكــــرتٌ ســفاهــــةٌ
إذا ورّدَ الأعـــوامَ شـــابٌ وأشـــيـــبُ
تــظــنــونــنـي وسـْطَ الـشـبـابِ محلّقاً
وقــلــبـي مــبـيّـضٌ وشِـــعـري أحدبُ
ووجـهــي قـبــيــحٌ لا يــرى بـسـهـولةٍ
وشَـعـري قـصـيـرٌ لا إلى الوزِّ ينسـبُ
وأعـقـلُ مـا لا يـعـقلُ النـاسُ نـفـسَـهم
وأرهـبُ أفـكـاراً ولا شــابَ يـرهـبُ
وأنـشـئُ مـن بـيـنِ الشعورِ قــصـيدةً
لها من بحورِ الشعرِ حبرٌ ومكـتَـــبُ
***
وأنـظــرُ فـي الأيـامِ لا بـــــدَّ كرّرتْ
ولا يـوم عـنـدي لـلـــســوابـقِ ينسبُ
وأسـأم تـكـــرارَ الــفــعـالِ ولا أرى
لـفعـلـيَ تــــكــراراً ولـسـتُ أرتـــبُ
ولـكـنّ قـلـبـــي قـد نـفــاهُ أحــبّـــــةٌ
وما كان يرضى بالحبـيــبِ فيُحـببُ
وأبـحـثُ عـن حــبٍّ جـــديـدٍ وتارةً
أضـيـعُ فـإن الـحـــبّ عـــني مغيّبُ
ألـيـس لـدى فـيـنـــوس أي جميلةٍ
ولـيـس لـدى كـوبيد للقلبِ مـأربُ
أغرّبُ خلفَ الحبِّ وهو مــشـرقٌ
وأقـسـمُ لـو شـرّقتُ راح يـغــرّبُ
أفكرُ في لــيــــــلـي الــطــويــلِ وأسـهـبُ
بما يُعلمُ الرحــــمـــنُ نــفــــســاً ويـحجبُ
وأحســبُ أنَّ الـــــــعيــشَ دربٌ مـحـيّـرٌ
وخـطــوي لـخـطـوِ غـدي الجديدِ يُسببُ
بـلـيـتُ بـدهـرٍ ظـالــــمٍ لا يُــبــيـــتُ لي
سُــوى ســـوءِ حــظٍ لــلــغــنـى مُتجنبُ
وعـسـرٌ بـحـالـي، بينَ فــقـرٍ مـعـــذبٍ
وفــــــقــرٍ مـــريــرٍ لاذعٍ أتـــقـــلّــــبُ
ومــالــي مـنَ الأحــوالِ إلا ثـمــانـيـــاً
أضــيــفـــتْ لـــعـقـدٍ لـيـسَ فيهِ مُحببُ
تـنـقـلـتُ منْ صحراءَ ليسَ يـجـيــدهـا
حياءٌ إلى بـحــرٍ وهــمـــيَ نــاصــــبُ
فلــمْ ألـقَ فـي ذا مـا يــســرُّ ولــمْ أجـدْ
بذا ســلــوةً بـلْ كـــلّ أمْـــرٍ يُــعـــذّبُ
وإنْ كـــانَ لـلإنســانِ طــيــبٌ يــنالــهُ
فطيبُ حياتي منْ حــيــاتــيَ يــــهـربُ
وإنْ ألتقي غــيداً حوارى عيونـــهـــا
أحبُّ ومــــا للقلبِ منهنَّ مــــهـــــربُ
ومنْ نالَ منْ هذي الحياة مــصـــاعباً
يرى في عيونِ الغيدِ ملــهـى فيَطربُ
وما الحبُ صــــعبٌ غيرَ أنَّ فراقـــنا
لكلِّ مــحــبٍّ قـــــدْ عـشـقـنـاهُ يصعبُ
وحبي عجيبٌ معْ ضروفي وإنما اع
تزالي الهوى والشعرُ نبضي لأعجبُ
وعاشرتُ أصـنـافَ الأنـامِ فــلمْ أجدْ
كــعـزلــةِ لــيـثٍ وحــدهُ لا يُصاحبُ
فــفــي الناسِ منْ لا تأتمنهُ ولا تجدْ
خـصـيـلـةَ بــــرٍّ فـيــهِ لــكـنْ يُقربُ
وشـخـصٌ بـهِ كلُّ الخـصــالِ حميدةٌ
فيُنفى ومنْ أتـــــرابــهِ يُـتـجــنّــبُ
ولـولا سـلاحٌ فـــي ذراعيْ محاربٍ
لــذلَّ وأمــســـى ثــعـــــلـبـــاً يتـقلبُ
وإنْ لـمْ يـكـنْ لـلـذلِ عـبـداً ونـاصراً
يمتْ بغتةً أو مـثلَ ظـبـيّ سـيـهـربُ
فحـسـبـي سـلاحٌ عـنـدَ كـشحي أكنّهُ
إذا مـا جـنـتْ دنـيايَ أنجو فأضربُ
كذا النسرُ إنْ يدنو منَ البيضِ لاحمٌ
يقيــهِ جـنــاحٌ واســـعٌ أو مــخــالبُ
وإنْ قدْ دنتْ منهُ المنايا وجــدتــــهُ
إلى سفحِ عالٍ كمْ يطـــيــرُ فيسلبُ
فــيا لـيـتَ عمري بالهنــاءِ أقــضّهِ
ولكنْ وفاتي حـيــنَ ذلّــي تُـقـرّبِ
أعيش نعـيماً هانئـاً ليــس يذهــبُ
بقصــرٍ مــنيفٍ فيه أحيا وأنــجـبُ
حـوارٍ وأنـهارٌ وملــكٌ وســلـطـةٌ
ولا لست أدري أين بالمال أذهبُ؟
وفيه جـيوشٌ إن أمـرتُ تطيــعني
وفيه عبــيــدٌ إن حــضـرتُ تأدبوا
وعــندي من الخـيرات جـنات ربنا
ففـيها من الأثـمـار كومٌ مقـبــبُ
فآكــل من منٍّ وسـلـوى عشـيـةً
وأورد من نــهر الفـرات وأشـربُ
وألبس من ثوب الدمسق وألتــقي
ملوكاً فإن ما جئت ضيـفاً يرحـبـوا
ومركـبةٍ لي أقـتــنـيـها لرحــلـةٍ
بناها من العمال نـخــبٌ مـجـرّبُ
فجدرانها ذهبٌ مصـفىً وسـقـفها
من الماس مرصوصٌ وعاجٌ مقولبُ
تسـير على زبـر الحـديد مـحاطـة
بقطرٍ مذابٍ من تطلى فــتـصـلـب
مـفـرشـةٍ ريــش النـعـام طـريـةٍ
عليـه حـريــرٌ والـوســادة أرنــبُ
وتمشي علي أقواس طيفٍ يـجرها
(حصانانِ محـمرٌّ هزيـلٌ وأشـهـبُ)
وحـوريةٍ غـيـداء شـقـراء زوجـتـي
تغني صباحاً من قصـيـدي فأطـربُ
وتطعمـني عـنـقـودةً من عريـشـةٍ
فتسبي عناقيدي "وكوبـيـد" يلعـبُ
وذي أمه "فيـنـوس" من بجـاملـها
فحـقاً لـعـمري ذا مرادٌ ومـطـلـبُ
وتغفو عيوني في المـساء قريـرةً
وأحـمـد ربـي للعـطـاء وأسـهــب
وتحضنني زوجي وتـطـبـع قـبـلـةً
على وجنـتي والزوج للـنـوم مأرب
فأصحو وذاك العـيش حـلـم بغـفـلةٍ
على صـوتِ غربانٍ تـنـوح وتـنـعـبُ
وتأتـي ريـاحٌ والـتـراب حـمــولـها
صقيع على جسمي العريّ فأجـربُ
وسقـفـي قـشٌّ لا جـدار يـحـيـطـه
سوى شتلة جرداء جفّـت وطـحـلـب
ولا زوج عندي كي تخـفـف كربـتـي
أعيشُ وحـيــداً في البـراري أعـذبُ
ولا من صـديقٍ إن وقـعـت أعانـنـي
فإن قلت من صحبي؟ غرابٌ وثعـلبُ
وما حيلتي إلا على الخـصر خـنـجـر
رديء مــصـدٍ لا يـصـــد مــخــرب
حيـاة مشقـاتٍ)أشـــرّقُ نـحـوهـا)
وفي بعض نومي إن حـظـيت أغـرّبُ
وبهذا نكون قد استعرضنا من قصائد الشباب واضطلعنا على رؤاهم.