[ إظهار ] المحتوى
وجه الحرب:
لوحة الفنان "سلفادور دالي" بعنوان" وجه الحرب" وهي من الفن السريالي.ضمن خطط منتدانا ومسابقاته المتنوعة، ومن خلال إمكانيات شعرائنا، أقيمت مسابقة وصف الصورة، حيث تختار صورة من قبل المشرفين، ومهمة الشعراء أن يصفوها بالجانب الذي يروه.
قصيدة الشاعر محمد ضرير:
حَلاكُ الدُّجَی ثَوْبَ المَنِيَّةِ يَغْزِلُيُرَصِّعُهَا جَمَاجِمَاً ثُمَّ يَنْسُلُ
كَأَنَّ نُفُوْسَ الإنْسِ والهَمُّ مُثْقَلٌ
جَمَاجُمُ طِيْنٍ بالكَبَائِسِ تُعْوَلُ
أَری عَقْرَبَ السَّاعَاتِ يُصْبِحُ عَقْرَباً
يَدُوْرُ وَيَجْتَثُّ الوَرَيْدَ فَيَقْتُلُ
وَفَالِجَةُ الغُمُومِ لا تَبْرَحُ الوَرَی
كَمَا دَسَّهُ الثُّعْبانُ بالصَّدْرِ يُوْغَلُ
وَإِنَّ مَشِيْبَ الشَّعْرِ بِيْضاً وَسَقْطُهَا
كَغَيْمٍ أَصَابَتْهُ الرِّيَاحُ فَيَقْلُلُ
كَحَبْلٌ تَدَلَّی قَعْرَ بِئْرٍ وَهُدْبُهُ
يُجَزٌّ وَيَفْنَی ثُمَّ يُقْطَعْ فَيَرْحَلُ
أَرَی رَايَةً حَمْرَاءَ سَاخَتْ دِمَاؤُهَا
َفَتَحْفُرُ قَبْراً بالفَلا فِيْهِ تَهْطُلُ
وَدَقَّاتُ قَلْبٍ مِثْلِ وَقْعٍ عَلَی الثَّرَی
تَكُدُّ سَبِيْلاً للصَّعِيْدِ وَتَنْزِلُ
قصيدة الشاعر محمد دالي:
أديمٌ عليه الموتُ يمشي كما نرىترابٌ يجرُّ الآنَ ما المَرءُ عَبَّرا
بوسطِ لحاظٍ قد علمنا بغايةٍ
بفيهِ امرئٍ كان اللسانُ مهاجِرا
وعقلٌ تأنَّى والقضاء مصيرُهُ
فأشعلَ ظلاً قد يُمَدُّ إلى القِرى
يحيطُ بنا خبثٌ لينهشَ ضعفنا
بذنب رفاتٍ لن نعيشَ تَحَرُّرا
وصمتٌ يُراعي في السماءِ غَمامها
لتبصرَ عينٌ والفؤادُ بما جرى
وحيدٌ رأيت الحتفَ يبلغُ أمرَنا
فيا موت مَهلاً قد بلغتَ الحناجِرا
زحامُ جفونٍ ماخلت بِزحامنا
تلاقتْ على هولٍ وكانت منابِرا
فُجعنا من الأمسِ اللعينِ وصيحةٌ
تهونُ علينا كي تعودَ لذاكرة
فخطَّت على وسعِ الشفاهِ نُقُوشُهَا
ونحَّت عن الوجه المخيفِ ستائِرا
فزال ببرد الكونِ كلُّ متاعهِ
وعاد بدفءٍ والحياةُ مسافرة
قصيدة الشاعر عمر القنطار:
وجهٌ بوجهٍ والوجوهُ كثيرةٌومنَ المنيّةِ أوجهٌ وضروبُ
وإذا علا زأرُ المنيّةِ منذراً
فاهربْ وقدْ يُنجي الطريدَ هروبُ
ما خَلّفتْ أمُّ الشرورِ بدوحةٍ
غيرَ الخرابِ وللخرابِ تأوبُ
وكأنها جنٌّ بقاعِ جَهَنّمٍ
أو ماردٌ يجني الرّؤرسَ غضوبُ
ما مرَّ في أرضٍ سوى أردى بها
هاماً فسُكّنَ نابضٌ مَسْكوبُ
وحيالهُ أفعى الدمارِ وقد غدى
سيفاهُ قتلٌ ظالمٌ ولهيبُ
صرخاتهُ تكوي القلوبَ ورَجْعها
صرخاتُ ثكلى والحمى مسلوبُ
والأرضُ تملؤها الرؤوسُ كأنها
لبني أميّةَ قبرُها المنكوبُ
بئسَ الحوادثِ أنْ تكونَ بأرضهِ
ولكلِّ مرءٍ من لظاهُ نصيبُ
قصيدة الشاعر نزار خربوطلي:
طُيُورٌ عَلَى غُصنِ الحَيَاةِ سَتَعزِفُ * كَقِيثَارَةٍ أَوتَارُهَا تَتَلَهَّفُلِنَسجِ حَرِيقٍ حَينَ ذَابَتْ شُمُوعُنَا * فَمَاتَتْ طُيُورٌ والجِرَاحُ سَتَنزِفُ
فَمَا لَحنُ أَطيَارِ الجَوى بِعَذُوبَةٍ * بِدَمعٍ تَرَى الأَنهَارَ جَفَّتْ فَتَذرِفُ
أَلَا أَينَ أَروَاحُ السُّرُورِ خَبِيَّةٌ * أَمِنْ غَدرِ رَبعٍ فِي الهَوَى تَتَكَلَّفُ ؟
قصيدة الشاعرة علوة غالي:
إذا بؤس اللّيالي ضاق فينا
بكلّ تعاسة الدّنيا عنينا
اذا اجتمعتْ قوى الإجرام ظلماً
و راحت تقتل الحقّ اليقينا
إذا بات الضّياء إلى تلاشٍ
و بات الحلْك شرّاً يحتوينا
تحيط بنا الحوادث و الرزايا
و صرنا بالسّكينة حالمينا
إذا أضحى الخراب لنا رفيقاً
و حلّتْ كل معضلةٍ علينا
و دار الدّهر فينا فاستمالتْ
نوائبهُ مصائبهُ إلينا
و مع كل المآسي ، قد جهلنا
أمثّلنا المُدان أم المُدينا؟
و ذلّ العيش و الفوضى رأينا
و رغد العيش و السلوى نسينا
و أطياف السّواد إذا تراءت
كأشباحٍ نخرّ لها الجبينا
و حين الشّعبُ يغضب باصطخابٍ
يثور ليمحيَ البغض المشينا
لتعلمْ أن ريحا من رمادٍ
تهبّ فيعصف الإعصار فينا
و أنّ نسائم المأساة هاجتْ
فأبدلنا بألحانٍ ، أنينا
لتعلم أنها الهوجاء زارتْ
و ربّ العالمينِ غدا المعينا
قصيدة الشاعر محمد كاظم الصيادي:
وجْهُ الحرْبْ
إنْ كان ذا قلـبٍ طريٍّ فهْو شَــبْ
لكنَّ قلباً في الحشَا قدِ اضْـطرَبْ
يُرى جليّـاً من بعـيـدٍ عـن كـثَـبْ
وراهــبٌ تَركَــهُ ثــمَّ اغْــتــرَبْ
وقـالَ ذا مُـؤلـَّفٌ مـن ألـفِ رَبْ
وكلـُّهـمْ في عُــلـبَـةٍ من خـشْبْ
وحولها سـورٌ، لـحـاءٌ وقـصـَــبْ
تَجـيءُ طـيناً ساخـنا من الـقُـرَبْ
وكلُّـهـمْ كـكـتـلـةٍ من العـجـَـبْ
وكـلُّ ربٍّ هـائِـجٌ مـنَ الغـضَــبْ
فـذاكَ يَروي قِـصَّةً لمَـنْ طــلَـبْ
وأنَّ شـيْطاناً رمـاها في الحِـقَبْ
لكنَّ أشــياخاً رأَوْا فـيْها خُـطَــبْ
تَنفي مُنـاهمْ فمحَوْا مِنْها الرِّيَــبْ
وذاكَ يَسْبِي طِفـلةً تَهوى اللُـعَـبْ
يَقذِفُـها من فكِّـهِ إلى اللَّـــهَــبْ
يُحِـيلها لـجـثـَّـةٍ دونَ ســـبـَــبْ
آلـهـــةٌ نـاظـرةٌ إلى السـحـــبْ
دُخانُها غَيــاهبٌ مـنَ الشَّــغَـــبْ
قدْ جاءَ إيريبوسَ والقلبَ اصْطـحَبْ
ماذا دَهى قوْماً يُنيرون الشـهــبْ
حتَّى بنَوْا أعْرافهمْ منَ الـصَّـخَــبْ
وكلُّ ما قدْ قِيلَ عنْها مـُقْـتــضَـبْ
فذا عظيمُ عِلـمُـنـا منَ الـنُــجــبْ
فبِئسَ شِـعرٍ قالَهُ خـيْـرُ الـعــرَبْ
إن كانَ يُخـفـِـي سـرَّه تـباً وتَــبْ
وامْـرأةٌ فُؤادُها الـّذي اضْــطـرَبْ
في يدها اليُمنى صَليبٌ مِنْ ذهـَبْ
وفي اليدِ اليُسرى يَسُوعُ قد صُلِبْ
ومِثلـها في كـلِّ ديـنٍ قـدْ وجَــبْ
وفـي يـديـْها عُـمـلةٌ لِمـنـقـلــبْ
فإنْ رأتـكَ خـائـِفـاً لـك الـذَّهــبْ
فــإنْ أمِنـتَ شرَّها سـتُـغتـصَــبْ
...........................
ومن هنا نجد أن لكل شاعر خياله الخاص، ورؤيته الخاصة، فكل صوّر اللوحة وشرحها من منظوره ومن إبداعه كشاعر شاب، ومن هنا تأتي أهمية الصورة في التعرف على ماهيات الشعراء وطريقة تفكيرهم وحدود خيالهم اللا متناهي.
جميل جدا
ردحذف